هناك جدتي..........
في معترك الحياة عاشت و ترعرعت وكبرت و شتد عودها و تزوجت.....
مر بها الزمن وأنجبت من الأبناء الذكر والأنثى صارعت صراع الأبطال و مرت بها الأيام ....
فأما صيف حارق يحرق كل ألأمها و يقويها على زمانها
وأما شتاء قارص يهز كل أركانها يذكرها بين الفين و الأخرى أنها لا تنام إلا في نهاية العام.....
وتمر بها الأيام...إلى أن سقط عامود خيمتها .....وكسرى ضهرها ...وهي تحمل أوزارها...
عاشت إلى أن زفت أخر بطن من بطونها ...ثم رحلوا...وعاشوا بعيدا ً عنها نادتهم الدنيا...فلبوا نداها ....
و بقيت جدتي و حيده ...في كوخ صغير هناك خلف تل كبير ....
نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة
تنام لتحلم بأيامها ..و تصحوا ليعيش حلم" من وهم ...تنادي هذا و ذاك ...تنتظر نهاية العام لتلتقي بأحد أحلامها ....
أي ذنب أرتكبتي ياجدتي ؟؟؟
أحنى الزمان ضهركِ و رسمه مسيرة حياتكِ على محياكِ الجميل ...
بالأمس كنتِ ورده في بستان الحياه و أصبحتِ الأن كالغصن اليابس .....
جدتي هناك ...
و أنا هنا من خلف شباك نافذتي و بقلمي و محبرتي أدونها ...تهب الرياح لتأخذ روحي أليها ...
هي لا تعرفني ..و لكنني أعرفها جيدا"....أجلس بجانبها أسامرها ليلها ...فتارة أكون عكازها الذي تتكئ عليه و تارة وسادتها التي تنام عليها ...
و لكي أسليها أقول :
أحكِ لي حكاية يا جدتي ؟؟؟؟
فتذيب قلبي بحكايتها حينما تصف نفسها كالحمامة التي ربت أبنائها ثم طاروا و تركوها ...
تخرج من عيني دمعه حارقه تذيب كل معالم الأبتسامه على وجهي لتحفر تساءل أوجهه لكل من سيمر هنا و يقرأ حكاية جدتي !!!!
هل سيكون مصيري مثل جدتي ؟؟؟؟